الأمر فارق و جداً

لا شئ أشقى على المرء من السير في دروب لا ينتمي لها. أتذكر كم مرة اضطررت للخطو في اتجاه ما و كل الثقل في قدمي؛ كأني أحمل أطناناً لا تُرى، و لا شئ أسعد على المرء من السير في دروب ينتمي إليها و يجد فيها روحه. الأمر إما أن ينتهي بغصة مريرة في الحلق أو بانشراح صدر.

يبقى السؤال الأهم لما عليّ السير في دروب لا أنتمي لها؟! لما عليّ تحمل ما لا تطيقه نفسي ثم تُسَـول إليّ نفسي ذاتها ب "هي دي طبيعة الحياة"؟! صرت أجزم إلى ما يقرب اليقين بأن لا حياة بدون طبيعة(فطرة)، لا حياة إن كانت الطرق لا تؤدي إليّ ثانية فتعيدني للحياة ما إن آلمني شئ. 

الأمر فارق جداً، أن أفنى في مكان أحبه خيرٌ من وهم الحياة في أماكن مجبرة عليها.
ثمة تساؤلات و الإجابات مضطربة. لا أنفي حقيقة وجوب التأقلم في فترات، لكن ماذا لو كنت أجبر نفسي على التأقلم طوال حياتي؟
ربما ستكون الأمور على ما يرام، لكن ماذا عني، عن حال قلبي؟

الأمر فارق، و لعلي أقول كل الأمور فارقة ما أن يختار المرء ما يمليه عليه قلبه _أحياناً صوت العقل ضجيج و القلب سكون _ و لا ثقة عندي في من لا يبصر بقلبه قبل عينيه. أؤمن بأن بصرة القلب لا تضل، لا تضل أبداً. 

أرجو ألا نَجبر أنفسنا على ما لا يليق بنا ظناً أنه لا بديل آخر. كل البدائل و كل الطرق تُيَسر ما أن كللته العزيمة. أرجو أن نختار أنفسنا و ما نحب و ما يجعلنا نشعر بالحياة في رحم الحياة. 

كل شئ فارق إن شعر المرء في كنانة صدره أنه فارق. 

                                             تهاني الرياشي 

Photo: https://images.app.goo.gl/VPtZEXpHgimcsHKW7

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بداية..

نظرية التعلق – كيف تؤثر أنماط التعلق على حياة الفرد؟