في حقل الانتظار..
كنت في حقبة الانتظار منذ ولادتي على ما أظن، و مازلت أنتظر، و تمتد الساعات و الشهور و الأعوام و أنا انتظر، يالله كم أنا صابرة!
للتو قلت صابرة!!
أي صبر هذا و أنا أضيع عاماً تلو الآخر، و تتبدل فصول العام و أنا لم أتحرك، فقط انتظر!
الكارثة الثانية أن الزمن يتوقف و نسير كأشباح بين ملايين الأحياء. تمر الفصول وتتساقط الأوراق، ثم يأتي من بعدها الشتاء يرثي ما رحل مع خريف الشجر، ثم تولَد وريقاتٌ غيرها و تموت، و مازال العقل يعيش في مشاهد معينة و ينتظر!
الغريب، أننا نجيد الانتظار مع استمرارية الحياة، و المضحك أننا نجهل ما ننتظره _ربما هذه وسيلة العقل في التمنى و دفع الأمل و الرجاء _.
يبقى السؤال إن كنا ننتظر حقاً شيئاً ما، ماذا لو لم يؤذن له بالحدوث؟!
و ماذا إن كنا ننتظر ما ينبغى أن نتحرك تجاهه؟!
أرجو أن يدرك كل منا أن الحياة لا تقف على عاتقه و لا تنتظر أن يشتد ساعده ليحمل أعبائها أو تحين له الوقت المناسب، ألا يقف أياً منا انتظاراً للخلاص أو لتغيير حاله إلى أفضل دون سعي؛ و قد قال الله ذاته"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". فبأي حق ننتظر الخلاص دون جهد، دون سعي؟!
لا تنتظر.
إما أن تعيش الحاضر فتحيا، و إما أن تموت انتظاراً لما لا ضمان له، ثم تجد نفسك تشيخ و أنت فارغ اليدين بلا جدوى.
تهاني الرياشي
Photo credit:bit.ly/3xQhN24
تعليقات
إرسال تعليق