المشاركات

في حقل الانتظار..

صورة
أبلغ من العمر الثاني والعشرون عاماً و مازلت أنتظر. الكارثة أن الانتظار يقتل، لا يُبقي سوى رماد لا أمل و لا حياة فيه. كنت في حقبة الانتظار منذ ولادتي على ما أظن، و مازلت أنتظر، و تمتد الساعات و الشهور و الأعوام و أنا انتظر، يالله كم أنا صابرة!  للتو قلت صابرة!! أي صبر هذا و أنا أضيع عاماً تلو الآخر، و تتبدل فصول العام و أنا لم أتحرك، فقط انتظر!  الكارثة الثانية أن الزمن يتوقف و نسير كأشباح بين ملايين الأحياء. تمر الفصول وتتساقط الأوراق، ثم يأتي من بعدها الشتاء يرثي ما رحل مع خريف الشجر، ثم تولَد وريقاتٌ غيرها و تموت، و مازال العقل يعيش في مشاهد معينة و ينتظر!  الغريب، أننا نجيد الانتظار مع استمرارية الحياة، و المضحك أننا نجهل ما ننتظره _ربما هذه وسيلة العقل في التمنى و دفع الأمل و الرجاء _.  يبقى السؤال إن كنا ننتظر حقاً شيئاً ما، ماذا لو لم يؤذن له بالحدوث؟!  و ماذا إن كنا ننتظر ما ينبغى أن نتحرك تجاهه؟! أرجو أن يدرك كل منا أن الحياة لا تقف على عاتقه و لا تنتظر أن يشتد ساعده ليحمل أعبائها أو تحين له الوقت المناسب، ألا يقف أياً منا انتظاراً للخلاص أو ...

الأمر فارق و جداً

صورة
لا شئ أشقى على المرء من السير في دروب لا ينتمي لها. أتذكر كم مرة اضطررت للخطو في اتجاه ما و كل الثقل في قدمي؛ كأني أحمل أطناناً لا تُرى، و لا شئ أسعد على المرء من السير في دروب ينتمي إليها و يجد فيها روحه. الأمر إما أن ينتهي بغصة مريرة في الحلق أو بانشراح صدر. يبقى السؤال الأهم لما عليّ السير في دروب لا أنتمي لها؟! لما عليّ تحمل ما لا تطيقه نفسي ثم تُسَـول إليّ نفسي ذاتها ب "هي دي طبيعة الحياة"؟! صرت أجزم إلى ما يقرب اليقين بأن لا حياة بدون طبيعة(فطرة)، لا حياة إن كانت الطرق لا تؤدي إليّ ثانية فتعيدني للحياة ما إن آلمني شئ.  الأمر فارق جداً، أن أفنى في مكان أحبه خيرٌ من وهم الحياة في أماكن مجبرة عليها. ثمة تساؤلات و الإجابات مضطربة. لا أنفي حقيقة وجوب التأقلم في فترات، لكن ماذا لو كنت أجبر نفسي على التأقلم طوال حياتي؟ ربما ستكون الأمور على ما يرام، لكن ماذا عني، عن حال قلبي؟ الأمر فارق، و لعلي أقول كل الأمور فارقة ما أن يختار المرء ما يمليه عليه قلبه _أحياناً صوت العقل ضجيج و القلب سكون _ و لا ثقة عندي في من لا يبصر بقلبه قبل عينيه. أؤمن بأن بصرة القلب لا تضل، لا ت...

كيف جعلها الامتنان أعواماً كما أحب

صورة
"الامتنان هو أروع العواطف البشرية وكلما كنت تعرب عن امتنانك لما لديك، كلما زادت احتمالية امتلاكك المزيد" . زيغ زيغلر                           لم يغيرني شئ كما فعل الامتنان، لطالما كانت كلمة أدخلها في سياق الحديث دون عمق الشعور بمعناها. أتذكر معظم الانتكاسات التي مررت بها في حياتي، كيف كنت أأخذ شوطاً لا بأس به حتى أعود كما كنت، لكن ثمة شئ ما ناقص. كما تعلم أن شئ ما يُفقَد منا في كل مرة تُدك فيها قلوبنا. تبقى هنا و هناك أجزاء مني مبعثرة. أحاول جمع أشلائي لكني أفشل. لا شئ يعود كما كان.  الامتنان جعلني شخص أفضل منذ أن وجدت طريقه. جعل الأشلاء المبعثرة تشكل كياناً أقوى من داخله قبل ظاهره، لا يهم أياً ما سأمر به سأعاود تشكيل الأجزاء المتبقية لتكون أجمل وذات معنى أكبر. كنت أمارسه عندما أذكر موقف لطيف أو نسيم هواء لفح وجهي برقة، لكن ما لبث الأمر حتى أصبح عادة و أصبحت أعوام كما أحب.  لطالما ناشد الإسلام بالتدبر و التفكر و الحقيقة و ما كَمن فيها هي كيف يمكن لوقت قصير تتدبر وتمتن فيه يجلب لك كل هذا القدر من السع...

بداية..

صورة
مرحباً بك في مدونتي الخاصة.. لطالما كانت النهايات حافلة ببراعم بدايات جديدة، أكتب و أدون حروفي في أول مدونة شخصية لي. كشخص اعتاد على تدوين و سطر أفكاره على الورق لم أجد صعوبة في تدوينها إلكترونياً؛ بينما يكمن الأمر في خوض غمار تجربة جديدة، فكرة أن تعلن تدويناتك و أفكارك جهراً بعد أن كنت تخبئها بين وريقات الدفتر ثم تدس الدفتر في مكان لا يخطر على بال أحد و ربما يكمن في تعري وتجريد المرء لأفكاره عياناً أمام الناس. علىّ أخبارك قبل الغوص في مدونتي بأني لن أكف عن المحاولة و لن أقف إن رأيت الطريق لا يناسبني، الأمر سهل؛ سأغير وجهتي و أبدأ بشغف جديد و إلهام أكبر. استغرقت ما يقارب شهر حتى أبدأ، ثمة تفاصيل كثيرة تؤرق ذهني قبل بداية شئ كهذا. ربما لن أكمل ما بدأته، و قد حدث كثيراً، لكن لا عليك سأحاول تكراراً حتى تمل و لن أمل أنا، ثمة شئ أحاول أن أجده و يقيناً سأجده قريباً مني. ثق بي فأنا عالية الحدس و لن أخيب ثقتك هذه. حين فكرت ما أود الكتابة عنه بصدق أصابني بعض التشتت و بحثاً للمرة الألف عن ذاتي، عن ما أود حقيقة مشاركته، أول شئ فكرت فيه هو أن أدون عن أفكاري، عن كل الخيالات في ذهني، عن ...