كيف أتغلب على الحزن؟

الحزن آفة لا نهاية لها، بل إزدادت وضوحاً في الأونة الأخيرة.

للحزن تعاريف كثيرة، ولكن الأعم أنه ألم جسدي يفقد شهية المرء للتجاوب مع أحداث الحياة. تختلف درجاته والاستجابة العاطفية لكل شخص دوناً عن غيره نتيجة فشل ما، أو فقد، أو كارثة ألمت به، قد تطول مدته أو تقصر، المهم أنه يعرف الفرق بين الحزن والاكتئاب.

قال كاهيل غبرين: ليس الحزن سوى جدار بين حديقتين.

الطرق الخاطئة التغلب على الحزن:

الكثير يحاول التغلب على حزنه، ولا يجد سوى أنه تفاقم وأصبح أعمق بكثير نتيجة للتنفيس الخاطئ عنه ومنها:


١-الملذات

اكتشفت ديان تايس أنه عندما يتفاقم شعور الحزن عند المرأة فإنها تلجأ للأكل أو التسوق، وهذا غير مُجدي التغلب على الحزن، وأحياناً يجلب حزن أكبر عندما يزيد وزنها وتشعر بالندم أو لم يتبقَ لديها المال الكافي. 

غالباً ما يلجأ الرجال للهو، وهذا أيضاً لا يعد وسيلة فعالة للتغلب عليه، هنا لا تتغير الحالة الشعورية للفرد، بقدر ما انه يحاول تجاهلها وفي الحالتين النتيجة سيئة لما يخلفه من ندوب ومشاعر مكبوتة، ومن ثم يُفاجأ لاحقاً أنه مازال يعاني من الألم نفسه، كمان أن الخمور التي بستخدمها للنسيان تثبط الجهاز العصبي المركزي وتعزز الاكتئاب. 


٢-البكاء:

البكاء في حد ذاته نافع وهو طريقة الجسم في التعبير عن مشاعر الحزن، لكن إذا تم التنفيس عنه باجترار مشاعر أخرى سلبية، حينها لا يكون البكاء وسيلة فعالة بل محفز لمزيد من الحزن.


٣-الشكوى:

تم القيام بالعديد من الدراسات، ورغم التضارب فيما بينها إلا أن أرجحها لا تدعم الشكوى و التنفيس عن الحزن بلا جدوى. إذا كانت الشكوى من أجل الحلول والرغبة في التغيير حينها تكون بناءة. 

الطرق الصحيحة للتعامل مع الحزن:

والتي تعتمد على تغيير الحالة السيكولوجية للفرد من خلال تحفيز الجسم، ومنها:


١-الإلهاء النافع

توصلت ديان تايس من خلال أبحاثها أن ممارسة الألعاب الرياضية مثل الجري والسباحة تعمل على إستثارة خفيفة للجسم، فتغير الحالة النفسية، كما أنها فعالة في حالات الاكتئاب والقلق؛ لأنها تكسر الدورة من خلال تغيير الحالة الانفعالية للجسم.


٢-وضع الخطط 

بطبيعة العقل البشري يصاب بالملل إذا لم يتم انشغاله، ولتجنب هذا الأمر وحتى لا يسترسل في مزيد من الحزن، يمكن وضع خطط جديدة ومهام لا تتطلب الكثير من الجهد مع مكافئة النفس بعد كل إنجاز. تعلم أيضاً كيفية إدارة الوقت لاستغلاله بأفضل ما يكون.


٣-تغيير الإطار المعرفي

من الطبيعي الشعور بالحزن، وأحياناً يكون صحي إذا تمت الاستفادة منه. 
شعور الحزن والحسرة بعد علاقة فاشلة أو فقد عزيز ،يفتح الباب للوساس ولمزيد من القلق والأفكار السلبية. ينجح الأمر عندما ينظر الشخص من جانب آخر ويفكر بطريقة أكثر إلماماً بالموضوع، فيرى أن هذه العثرة ربما تفتح له أبواباً لفرص أفضل أو دروس لم يكن ليتعلمها بغير هذه الطريقة. 


٤-المقارنات الفعالة

عندما يبكي مريض نتيجة فحوصاته الطبية ثم يجد من هم في حالٍ أسوأ منه بكثير، فيكفكف دموعه وربما تجده يواسي غيره؛ لأنه قارن نفسه فوجدها بحالٍ أفضل من غيرها، وهنا تكون المقارنات فعالة.


٥-مساعدة الآخرين

مثل صيني يقول: "إذا أردت السعادة لمدة ساعة، خذ قيلولة. وإذا أردت السعادة لمدة يوم كامل، اذهب لصيد السمك. إذا أردت السعادة لمدة عام، تحتاج إلى ثروة. أما إذا أردت السعادة لمدى الحياة، ساعد شخص ما". وقد أظهرت الدراسات إلى جانب التجارب الإنسانية أن مساعدة الآخرين تؤدي إلى تخفيف القلق، والشعور بالسعادة.
من خلال قيام العلماء بالعديد من التجارب توصلوا إلى أن تقديم العون ينشِط مناطق معينة في الدماغ، ويعزز الشعور بالإيجابية.


٦-التدين

ارتباط الفرد بالطقوس الدينية له تأثير واضح على تخفيف حدة الشعور بالحزن والاكتئاب.
التدين والصلاة تنفس عن الفرد الكثير من المشاعر السلبية وتكون طوق النجاة الأول في كثير من الأحيان.

يرى "مارتن سيلجمان" أن الاهتمام بالعقائد الدينية قل، وتضامن المجتمع والأسر الكبيرة،وهذا له دور في فقد الوقاية من النكسات والفشل، وبالتالي يجعل الإنسان يضخم فشله فيفسد عليه حياته،إذا كان يتمتع بمنظور الإيمان بالله والحياة الآخرة،فإن إحباطه سيكون مؤقت وليس مصدر دائم لفقدان الأمل.


٧- طلب الدعم

مهم ان يحيط المرء نفسه بمن يستطيع أن يتواصل معهم عاطفياً ويتفهموا شعوره، ولا يجب أن يتردد المرء في الإفصاح عن حاجته للمساعدة.


٨- الامتنان

من أرقى المشاعر الإيجابية، والتي تعزز مستويات هرمونات السعادة في الجسم. يخفض الامتنان الكثير من المشاعر السلبية، كما أنه يساهم في تقوية العلاقات والشعور بالبهجة. 

 من المهم أن يدرك المرء أنه لا يستطيع السيطرة الكاملة عليه؛ لذا يجب التعامل معه بحكمة و التنفيس عنه بالطريقة الصحيحة دون كبت.

إذا كنت تعاني من الاكتئاب وفي حاجة إلى الرعاية الصحية المناسبة، لا تتردد في الإفصاح عنها، وطلب الرعاية.


تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بداية..

نظرية التعلق – كيف تؤثر أنماط التعلق على حياة الفرد؟